لفترة طويلة من الزمن، ارتبط أداء الحواسب بشكل عام والأجهزة الذكية بشكل خاص بحجم الذواكر العشوائية RAM وتردد المعالج CPU ومن أجل ذلك ركزت الشركات على زيادة حجم الذواكر وتردد المعالج باستمرار مع تسليط الضوء على هذه التغييرات عند الكشف عن أي جهاز جديد على أنها العوامل الأساسية خلف الأداء المُحسن.
بشكل أو بآخر يُمكن اعتبار هذا المفهوم صحيحًا بشكل جزئي؛ أي أن زيادة تردد المعالج والذواكر من شأنه بكل تأكيد جعل الجهاز يُقدّم أداءً أفضل، لكن الجزئية الأهم هي أدوات النظام التي تُساعد في الاستفادة من العتاد المُرفق داخل الجهاز بأفضل شكل مُمكن.
وتأكيدًا على أهمية أدوات النظام يُمكننا تجربة نظامي ويندوز فيزتا Vista وويندوز 7 على نفس الحاسب لنجد أن ويندوز 7 أفضل بكثير بفضل أدوات النظام التي تُعالج المهام والملفات المؤقتة وما إلى ذلك. نفس الأمر لو استبدلنا نظام ويندوز بنظام لينكس سنجد حتمًا أن الأخير أفضل بصورة ملحوظة، وبالتالي فإن طريقة الاستفادة من العتاد والمواصفات الموجودة داخل الجهاز من أهم العوامل.
وإذا ما ابتعدنا عن الأنظمة المُختلفة وركّزنا على نظام وحيد فإننا في بعض الحالات سوف نجد أن أداء الجهاز في انخفاض بعد 3 أو 6 أشهر من الاستخدام، وُهنا يبرز دور أدوات النظام بصورة أكبر لأن المواصفات العتادية، المعالج والذواكر العشوائية، لم تتغيّر، لكن ما تغيّر هو عناوين الذاكرة والمعلومات الموجودة بداخلها.
في عالم الأجهزة الذكية العاملة بنظام أندرويد كثيرًا ما نسمع عن مُصطلحي أجهزة رائدة المواصفات وأجهزة متوسطة المُواصفات، فشركة سامسونج على سبيل المثال لا الحصر تُطلق سنويًا جهازي جالاكسي إس وإس إيدج التابعين لعائلة الأجهزة رائدة المواصفات، وجالاكسي إس ميني أو جالاكسي A وهي أجهزة ذات مواصفات متوسطة.
وبكل تأكيد لن تُقدم الأجهزة ذات المواصفات المتوسطة نفس أداء الأجهزة ذات المواصفات الرائدة والسبب بكل تأكيد العتاد المُستخدم، فلتوفير أجهزة بأسعار مقبولة يجب التخلّي عن استخدام أحدث المعالجات وعن الذواكر العشوائية بحجوم كبيرة والاستعاضة عنها بشيء أقل ليكون سعر الجهاز في متناول الجميع.
ومن أجل ذلك عملت سامسونج على تطوير تقنية Turbo Speed Technology التي تُعرف اختصارًا ب TST والتي استخدمتها في جهازها الجديد جالاكسي J2 Pro. الهدف من هذه التقنية هو توفير أداء عالي في الأجهزة ذات المواصفات العتادية المتوسطة دون الحاجة إلى زيادة الرام أو المعالج، أي أن الحل يأتي من داخل النظام وليس من داخل اللوحة الأم MotherBaord.
تقنية TST مُجزّأة على أكثر من مرحلة، فالبداية كانت مع تطبيقات النظام الأساسية مثل الرسائل، الهاتف، ألبوم الصور، أو تطبيق تدوين المُلاحظات حيث قامت سامسونج بإعادة كتابتها بطريقة أفضل لتُصبح أصغر حجمًا وأقل استهلاكًا للموارد باعتبارها تطبيقات تُستخدم بشكل مُتكرر. هذا بدوره يؤدي إلى تقليل استهلاك الذواكر العشوائية وبالتالي منح بقية التطبيقات مساحة أكبر لتخزين ملفاتها المؤقتة. إضافة إلى ذلك، دمجت سامسونج تطبيقاتها الأساسية في شاشة واحدة عوضًا عن الشاشات المُتعددة وهو ما سمح بالتقليل من جديد من استهلاك الذواكر العشوائية.
الجزء الثاني من تقنية TST من سامسونج يُعالج مُشكلة تعدد المهام وفتح أكثر من تطبيق في نفس الوقت، فباستخدام التقنية الجديدة يقوم النظام بالبحث عن التطبيقات الخاملة – التي لا تعمل حاليًا – أو التطبيقات التي لا ضرورة من بقائها، لتقوم فيما بعد بإغلاقها بشكل كامل أو نقلها داخل النظام إلى حالة الثبات وبالتالي تحرير مساحة داخل الذواكر بالإضافة إلى تقليل استهلاكها لبطارية الجهاز. ولا يتوقف هذا الجزء عند هذا الحد، بل يذهب إلى نواة النظام ويقوم بمراقبة المهام التي تعمل ذاخل المعالج ليقتل أيضًا المهام المُرتبطة بتطبيقات خاملة أو التطبيقات التي أُغلقت وبالتالي يُصبح المعالج جاهزًا لمعالجة المهام الحالية والقادمة بأريحية أكبر.
أخيرًا، تؤمن سامسونج أن توفير المزيد من المساحة داخل الذواكر العشوائية لوحده لا يكفي، ومن هنا جاء الجزء الأخير من التقنية الجديدة، فعلى الرغم من توفير المزيد من المساحة إلا أن طريقة توضّع المعلومات وترتيبها داخل الذاكرة هو الأهم، لذا تعمل TST على إعادة تنظيم البيانات مما ينعكس بالإيجاب أيضًا على أداء الجهاز.
قد تعود هذه التقنية بالنفع على مُستخدمي أجهزة سامسونج ذات المواصفات العتادية المتوسطة أو المنخفضة، لكنها من المُمكن أن تدفع أداء الأجهزة الرائدة إلى مُستوى مُرتفع إذا ما قامت الشركة باستخدامها في الجيل الجديد من جالاكسي إس أو جالاكسي نوت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق