مقدمة :
إن أهم الأسباب التى تدفعنا لدراسة الذكاء الإصطناعى هو محاولة فهمنا لعمليات العقل البشرى , الذى ميز الله به الإنسان عن سائر المخلوقات , للتدبر و التأمل فى خلقه والتفكر و التفكير فى حل المشكلات , و مهما وصل الذكاء الإصطناعى من محاكاة للعقل البشرى يبقى العقل البشرى هو الذى فكر و دبر و وضع أساس علم الذكاء الإصطناعى , و ذالك بدراسة البشر لألية عمل أدمغتهم , تلك الأدمغة التى خلقها البارئ عز و جل بأحسن صورة ووهبة لبنى البشر , بإعجازات علمية و تشريحية و سلوكية و نفسية .
فعلم الذكاء الإصطناعى وجد لبناء الذكاء الألى وهو يعنى يفهم هذا الذكاء و معرفة الأسس الصحيحة لبنائه و القدرة على التسهيل على الإنسان فى مختلف جوانب الحياة التى أصبحت رقمية حاسوبية , أصبح فيها للحاسوب مع الذكاء الإنسانى تأثير ضخم وواضح فى حياتنا اليومية و فى صناعة الحضارة .
كما أصبح الذكاء الإصطناعى لغزاً مهماً : كيف من الممكن لهذا الدماغ الصغير , سواء كان بيولوجياً أو إلكترونياً , أن يفهم و يدرك و يتنبأ مع عالم أكبر و أعقد من الدماغ نفسه ؟ كيف لنا أن نسلك طريق يعنى بصناعة مثل هذا الدماغ الصغير بكل صفاته المعقدة ؟ هذا سؤال صعب , و لاكن بخلاف البحث عن وسيلة مواصلات أسرع من سرعة الضوء فإن الباحث فى علم الذكاء الإصطناعى و الدارس له يجد أن هذا العلم قائم على أسس متينة و ممكنة , كل ماعليه هو النظر إلى المرأة ليجد مثالاً حياً عن النظام الذكى .
مفهوم الذكاء البشرى :
يعتبر الذكاء من أهم الصفات التي يتميز بها عقل الإنسان فهو صفة ميز الله سبحانه و تعالى بها الإنسان عن سائر مخلوقاته و تدخل هذه الصفة في معظم العمليات و الأنشطة التي تحدث داخل العقل البشرى من عمليات حسابية و ذهنية و فكرية و يضم مجال واسع من التخصصات من تحليل و إستنتاج و إبتكار و تحكم في الحركة و الحواس و العواطف و يقوم العقل البشرى بواسطة ما وجد فيه من ذكاء بهذه العمليات و الأنشطة المختلفة بناءً على الظروف المحيطة به أو كردود فعل أو إستجابات تحدث مع هذا الإنسان و يمكن لهذا العقل البشرى أن يؤدى المهام الموكلة إليه بدافع بشرى بحت دون الإعتماد على غيره من الأدمغة البشرية .
و يعرف علماء النفس التربية "الذكاء" , بأنه القدرة على مواجهة الصعاب و مهارة التكيف مع الظروف الطارئة و من ثم حل المشاكل التي تعترض طريق الفرد. أي أن ذكاء الإنسان الحقيقى يوضع على المحك في زمن الأزمات , أكثر منه في زمن الدعة و الراحة .
من أنواع الذكاء:
الذكاء اللغوى : و هو القدرة على التعبير اللغوى و استعمال الكلمات , قدرة يملكها أفراد أكثر من غيرهم , و الخطباء المفوهون و رؤساء القوم يملكون هذا النوع من الذكاء و يطورونه بالتمرين و الممارسة .
الذكاء المنظقى الرياضى : و هو أكثر مانقر به جميعاً على أنه ذكاء , و هو مايمكن الأشخاصمن التفكير الصحيح , بإستعمال أدوات التفكير المعروفة كالإستنتاج و التعميم و غيرها من العمليات المنطقية .
الذكاء الجسدى : و هو القدرة على التحكم بنشاط الجسم و حركاته بشكل بديع و هو مهارة لا شك يملكها الرياضيون و الراقصون و عارضوا الأزياء و غيرهم من المتأنقين بأجسامهم و معتزين بها .
الذكاء الإجتماعى : هو الذكاء في العلاقات مع الناس , و القدرة على التواصل مع الاخرين و التفاوض معهم و التأثير عليهم و إقناعهم , و يتسم هذا النوع من الذكاء بدرجة عليا من الحساسية للأفكار , و المشاعر و المحفزات و رغبات الأخرين و الشخص الذى يتمتع بمستوى عالى في العلاقات الشخصية لديه القدرة على التفاعل مع الناس بشكل مؤثر من أجل إنجاز الأمور .
مفهوم الذكاء الإصطناعى:
هو سلوك و خاصيات معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية تجعلها تحاكى القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها , من أهم هذه الخاصيات القدرة على التعلم و الإستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الألة .
و ينتمى الذكاء الإصطناعى : إلى الجيل الحديث من أجيال الحاسب الألى و يهدف إلى أن يقوم الحاسب بمحاكاة عمليات الذكاء التي تتم داخل العقل البشرى , بحيث تصبح لدى الحاسوب المقدرة على حل المشكلات و اتخاذ القراراتبأسلوب منطقى و مرتب و بنفس طريقة تفكيرالعقل البشرى .
هذه العمليات تتضمن :
التعليم : إكتساب المعلومات و القواعد التي تستخدم هذه المعلومات .
التعليل : إستخدام القواعد السابقة للوصول إلى إستنتاجات تقريبية أو ثابتة . (التصحيح التلقائى أو الذاتى)
نظام بيانات : يستخدم لتمثيل المعلومات و المعرفة .
خوارزميات : نحتاج إليها لرسم طريقة استخدام هذه المعلومات .
لغة برمجة : تستخدم لتمثيل كلا من المعلومات و الخوارزميات .
كما تعرف الكثير من الكتب الذكاء الإصطناعى على أنه "دراسة و تصميم العملاء الأذكياء و العميل الذكى هو الذى يستوعب بيئته و يتخذ المواقف التي تزيد من فرصته في النجاح في تحقيق مهمته أو مهمة فريقه"
تاريخ تطوره:
في منتصف القرن العشرين , بدأ عدد قليل من العلماء إستكشاف نهج جديد لبناء ألات ذكية , بناءً على الإكتشافات الجديدة في علم الأعصاب , و نظرية رياضية جديدة للمعلومات , و تطور علم التحكم الألى و قبل كل ذالك عن طريق إختراع الحاسوب الرقمى , ثم إختراع ألة يمكنها محاكاة عملية التفكير الحسابى الإنسانية.
أسس المجال الحديث لبحوث الذكاء الإصطناعى في مؤتمر في كلية دارتموث في صيف عام 1956م و أصبح هؤلاء الحضور قادة بحوث الذكاء الإصطناعى لعدة عقود , في أوائل الثمانينات شهدت أبحاث الذكاء الإصطناعى صحوة جديدة من خلال النجاح التجارى "للنظم الخبيرة" , و هي أحد برامج الذكاء الإصطناعى التي تحاكى المعرفة و المهارات التحليلية لواحد أو أكثر من الخبراء البشريين , بحلول عام 1985م و صلت أرباح أبحاث الذكاء الإصطناعى في السوق إلى أكثر من مليار دولار و بدأت الحكومات بالتمويل .
في التسعينات و أوائل القرن 21 حقق الذكاء الإصطناعى نجاحات أكبر , و أيضاً يستخدم الذكاء الإصطناعى في اللوجستية و إستخراج البيانات و التشخيص الطبي و العديد من المجالات الأخرى في جميع أنحاء صناعة التكنولوجيا و يرجح ذالك النجاح إلى عدة عوامل و هي :
القوة الكبيرة للحواسيب اليوم .
زيادة التركيز على حل مشاكل فرعية محددة .
خلق علاقات جديدة بين مجال الذكاء الإصطناعى و غيرها من مجالات العمل في مشاكل مماثلة .
بدأ الباحثون الإلتزام بمناهج رياضية قوية و معايير علمية صارمة .
الكاتب : أحمد مفتاح الأجنف .
المراجع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق